من كان يقال أنهم من (المشتبه بهم) حتى أنه بقي يومين وهو يشكو من الألم. وكان الملازم الآخر يكتفي باستعمال قدميه لضرب الرجال على خصيتيهم. واستمرت العملية على هذا الشكل ثلاث ساعات متوالية. ثم جمعنا كل النساء والرجال في جهة واحدة، وجمعنا في الجهة المقابلة أفراد قوتنا. إننا نستعد للانتقام لقتلانا. فأطلق جماعة منا النار على ثلاثة من القرويين وراء ظهورهم فسقطوا أمواتا في الحين. ثم ألقينا على المشنى قنبلة مما يستعمل ضد المصفحات (بازوكا). ولم نجد خلال هذه العملية أي أثر للأسلحة التي زعمنا أننا قد خرجنا للبحث عنها. وقد عدنا ببعض الرجال. وقد عذب واحد منهم إلى درجة أن معالم وجهه تغيرت وبات من الصعب التعرف عليه. ثم أجهز عليه رجالنا بعد يومين، وتطوع بعض رجالنا بدفنه في المرحاض. أما الآخر فقد شد من كتفيه بقيود وذلك بعد تهشيمه، فأصاب التعفن كثيرا من أعضاء جسمه. وكان رجالنا رغم ذلك يذهبون إليه، ويتبارون في تعذيبه إلى أن مات من جراء التعفن رغم الجهود التي بذلها أحد معاوني الأطباء.
مات عندنا رجل آخر من المشتبه بأمرهم وذلك قبل رحيل فرقتنا بيومين، من جراء تجمد أعضائه. فدفناه في المرحاض أيضا. وأكد لي (م) أن الحادث وقع فعلا. كما أكد لي (ل) أنه كان لدينا ستة رجال بصفة رهائن، يوم وقع الكمين الذي أودى بحياة ستة من رجالنا. فجاء جماعة منا وأخذوا الرهائن الستة وذهبوا بهم بحجة استخدامهم في (سخرة الحطب). وقد قص علي (ب) قصة قائد الفصيلة الذي كان يعدم الرجل منهم بأن يرغمه على الجثو على ركبتيه، ثم يطلق رصاصة على كبده، ولا يكاد يسقط على الأرض حتى يذبحه بسكينه. وينتظر فراغه من الدم، ثم يطلق عليه رصاصة