كانت الحركة الثانية التي تركت بصماتها القوية على الأحداث السياسية للجزائر، خلال فترة ما قبل الثورة (١٩٥٤) هي حركة (الاتحاد الديمقراطي لأنصار البيان الجزائري) وهي الحركة التي ترتبط بدورها ارتباطا وثيقا باسم (فرحات عباس) الذي ولد في (طاهر) القريبة من قسنطينة - سنة (١٨٩٩م). وهي المدينة التي اشتهرت بجهادها ضد الإفرنسيين منذ أيام (الحاج أحمد باي قسنطينة) وقاعدة (عبد الحميد بن باديس) وأخوانه من مجاهدي علماء المسلمين. وإذا كان نصيب (مصالي الحاج) من التعليم ضئيلا، فقد استطاع (عباس فرحات) نيل نصيبه من التعليم الثانوي والجامعي، وأصبح يحمل (إجازة الصيدلة). وكان خلال دراسته مبرزا في نشاطاته الاجتماعية، مما جعله (رئيسا لاتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين. كما كان من أنصار الأمير خالد الهاشمي - حفيد الأمير عبد القادر - وزعيم حركة (الجزائر الفتاة). وقد أثر تعليمه في المعاهد الإفرنسية - بصياغة أفكاره - فكان منساقا للبحث عن صيغة توفيقية تسمح بالاندماج مع فرنسا مع الاحتفاظ بالهوية الإسلامية وهي المقولات التي وجدت لها سوقا رائجة في الثلاثينات من هذا القرن على ساحة