استمرت فرنسا في محاولاتها الرامية إلى (تنصير المغرب العربي - الإسلامي - عامة) والجزائر منه بصورة خاصة. ولم تلبث حين احتلت الصحراء، أن وجهت إليها إرساليات. عديدة من (الآباء البيض) معتقدة أن هذه المناطق ستكون تربة خصبة لبذورهم. وبثت (الإرساليات البشيرية) الأخرى في كل مدينة وقرية.
غير أن هذه الجهود المكثفة اصطدمت بالعوائق المستمرة والعقبات المتتالية. وبرز احتمال فشل كل الجهود المبذولة مما أفزع المسؤولين عن (سياسة التنصير) والداعين لها. فبادرت السلطات الإفرنسية إلى إغلاق ما تبقى من المدارس - المكاتب - الدينية، وألقت بشيوخها في غياهب السجون والمعتقلات بحجة أنهم لا يحملون إجازات - تراخيص - رسمية من الدولة، تتيح لهم حق ممارسة التعليم. وراحت تحشو خطب أئمة المساجد - التابعين لها - بعبارات تنتقص من قيمة الدين الإسلامي وتنفر المسلمين منه