أظهر العرض الوجيز لمسيرة الأحداث - الفصل الثاني - ذلك الدور الرائع الذي اضطلعت به جماهمير الشعب العربي المسلم في رفع راية الجهاد في سبيل الله، في البر والبحر، بصورة عامة، وما قام به المجاهدون فوق أرض الجزائر الحرة بصورة خاصة، في ظروف الدفاع عن أرض الإسلام والمسلمين، وفي إحباط أعمال العدوان ودحرها. فقد كانت حشود المجاهدين هي القوة الحقيقية التي تحسم الصراع في كل مرة تتعاظم فيها قوى العدوان، فتتسارع إلى ميادين الجهاد في كل مرة يرتفع فيها صوت حاكم الجزائر معلنا (الجهاد في سبيل الله). وقد سجلت المصادر التاريخية في مناسبات كثيرة العبارات التالية:(وما كاد المجاهدون يسمعون باقتراب الأعداء - الكفار - حتى يندفعون إلى ميادين الجهاد حتى تضيق بهم الأرض).
و (كان المجاهدون يقبلون ومعهم نساءهم وأولادهم، الذين يشتركون معهم في إنقاذ الجرحى ودفن الموتى وفي المشاركة بأعمال تحصين الأرض).
تلك هي الصورة الرائعة والخالدة لمفهوم (الجهاد في سبيل الله) منذ ظهر الإسلام على الأرض، والتي تكررت بأوضح معانيها وأسمى