صراع الحياة هو حوار بين الإرادات المتصارعة، ما كان من هذا الصراع فرديا أو جماعيا، وما كان منه هادئا صامتا يحمل عادة اسم (الصراع السياسي) أو عنيفا صاخبا يحمل اسم (الصراع المسلح) ويمتزج عادة الصراع السياسي بالصراع المسلح عند اللجوء إلى العنف (الحرب) مما يزيد من صعوبة إدارة الحوار، بسبب ضرورة التنسيق بين الجهد المبذول على الصعيد السياسي، وبين الجهد الموجه على مستوى الصراع المسلح. وتتزايد صعوبة إدارة الحوار أيضا عند وجود تفاوت في مستويات الصراع، كما هو شأن الحروب الثورية في مواجهتها لقوى القمع - أو القهر - الاستعماري؛ إذ تكون وسائط الحروب الثورية محدودة، بينما تتوافر للقوى الاستعمارية قوى ضخمة ووسائل رهيبة، لا في ميادين الصراع المسلح فحسب، وإنما أيضا في آفاق الصراع السياسي، هذا بالإضافة إلى عامل (الهيبة) و (المكانة الدولية) التي ترافق القوة والقدرة، ولكن قوى الثورة تتمتع بالمقابل، بامتيازات خاصة، أولها: توافر رصيد شعبي هائل يمثله الخزان العظيم لقوى الشعب الثائر.