انطلقمت شرارة الحروب الصليبية من الأندلس، وصحيح أن الصراع لم يتوقف بين المسلمين وأعدائهم، إلا أن قوة الحكم الأموي في الأندلس، وتماسك المسلمين في المغرب الإسلامي، حرم الإفرنج من حرية العمل العسكري في الغرب بقدر ما حرمت قوة العباسيين الدولة البيزنطية من هذه الحرية في المشرق. وما نشب من القتال ضد المسلمين في الأندلس، اتخذ صفة الحرب المقدسة، ولم يلبث البابوات أن صار لهم يد في توجيهها.
ففي سنة (١٠٦٣ م) لقي (راميرو الأول - روذقير) ملك أراغون مصرعه في (غرادوس) على يد أحد المسلمين عندما قام بهجوم على المسلمين، فأثار موته خيال أوروبا. فبادر البابا الإسكندر الثاني إلى أن يعد ببذل الغفران لكل من قاتل من أجل الصليب في إسبانيا. وشرع البابا في تأليف جيش لمواصلة عمل (راميرو). وبدأت حشود المقاتلين تتدفق من كل أنحاء أوروبا لقتال المسلمين في الأندلس. واستنزف هذا الصراع المستمر من قوة العرب المسلمين حتى جاء القشتاليون فاستولوا على طليطلة سنة (١٠٥٨ م). واعتبر الإفرخ بأن