للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانتهت هذه المعركة بمقتل ملك المجر (لويس) ومعه عدد كبير من رجال دولته. ولم تلبث (بودا) (١) أن سقطت في قبضة القوات العثمانية (في ١١ أيلول - سبتمبر) ثم إن الحرب نشبت بين ملك النمسا (فرديناند) وأمير ترانسلفانيا (جان زابوليا) بسبب النزاع على تاج المجر، فلم يكن من سليمان إلا أن ناصر (زابوليا) على خصمه، واحتل (بودا) مرة أخرى في سنة (١٥٢٩ م) ليحتفل فيها بتتويج حليفه ملكا على المجر. ومن ثم تقدم سليمان إلى (فيينا) فحاصرها، ولكن قلة المؤن اضطرته إلى رفع الحصار عنها في (١٥ - تشرين الأول - أكتوبر) ولم تكن حملة سنة (١٥٣٢ م) أوفر حظا من سابقتها. فقد صمدت قلعة (كوسك) - المجرية الصغيرة في وجه القوات العثمانية طوال شهر آب - أغسطس - فعمل على عزل القلعة، وقطع الإمدادات عنها حتى سقوطها في قبضة العثمانيين يوم (٢٨) من الشهر نفسه.

ولكن أسطول الإمبراطور شارل الذي كان يقوده أمير البحر الجنوي (اندربا دوريا) والذي كان يعمل في نجاح على شواطىء المورة، لم يلبث أن أضاع على السلطان سليمان ثمرة انتصاره. فتم عقد معاهدة للصلح بين المجر والسلطان سليمان. غير أن الصراع لم يتوقف، وأحرز سليمان نصرا حاسما على (آل هابسبورغ) وضم إليه مساحة واسعة من بلاد المجر وفي (٢ - أيلول - سبتمبر - ١٥٤٣) احتلت القوات العثمانية مدينة بودا، وحولت كنيستها إلى مسجد، وأقامت إدارة عثمانية تتولى إدارة بلاد المجر.

ذلك هو الموقف على الجبهة الشرقية يوم ظهر الأخوان (ذوي اللحى الشقراء).


(١) بودا: (BUDA) كانت عاصمة المجر، تقع على الدانوب، ودمجت مع مدينة بست (PEST) سنة (١٨٧٣) لتشكل مدينة واحدة حملت اسم (بودا - بست).

<<  <  ج: ص:  >  >>