تلقى (عبد القادر) البيعة تحت شجرة الدردار (الدردرة) الضخمة، وهي الشجرة التي طالما اعتاد الأعيان على الالتقاء تحت ظلها، للشورى، كلما دهمهم خطب، أو بغتتهم نائبة، فيجمعهم (وادي مروحة - من قبيل غرس) ليخرجوا وقد استمدوا من ضعفهم قوة، وتجمعوا من بعد تفرق. غير أن تجمعهم في هذه المرة تمخض عن أمر جلل، لقد أسندوا قيادتهم إلى عبد القادر وحددوا له مهمته:(إننا في حاجة لمن يقود سفينتنا ويقف في وجه العدو في الداخل والخارج ليذيقه العذاب، ولهذا فقد اتفق العام والخاص على إسناد الإمارة لعبد القادر بن محيي الدين).
أراد المرابطون والمجاهدون أن يكون (عبد القادر بن محيي الدين) سلطانا عليهم، وبايعوه على ذلك، وتبعهم رجال القبائل على هذه البيعة، غير أن (عبد القادر) عزف عن (لقب السلطان) حتى يكسب صداقة سلطان مراكش (المغرب) واكتفى بلقب (أمير المؤمنين) وهو لقب ألصق بمفهومه للحكم، وأقرب إلى أصالته العربية - الإسلامية. ثم مضى إلى بناء (الدولة الحديثة) التي يمكن لها مشاركته