للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الجزائر مقابل مبلغ مالي نلتزم بدفعه. وإما إعلان الحرب عليها إذا رفضت الأخذ بالحلين الأولين) (١) ويظهر بوضوح أن التحريض العثماني، وجهود (محيي الدين بن عبد القادر)، وكذلك التحريض البروسي، لم يكن بعيد الأثر في تفاعلات ثورة سنة ١٨٧١، لا سيما وأن الشواهد المتوافرة لا تؤكد يقينا ارتباط قادة هذه الثورة بالمحرضات الخارجية.

[هـ - الكوارث الطبيعية]

عرفت الجزائر كل أنواع الكوارث الطبيعية والنكبات الاقتصادية والأزمات السياسية والمآزق الاجتماعية منذ أن وطئت جحافل الغزو الاستعماري الاستيطاني أقدامها ثرى الجزائر. وكانت السياسية الوحشية التي طبقتها السلطات الإفرنسية ضد الجزائريين أساس كل هذه المحن، التي عملت على تحويل الجزائريين إلى طبقة بائسة محرومة من كل ضرورات الحياة ومتطلباتها، فالعمليات العسكرية التي شنها الجيش الإفرنسي، ومنها العمليات في منطقة القبائل عام ١٨٥٧، أدت إلى فقدان السكان لاستقلالهم السياسي، وتدمير إنتاجهم الزراعي وثروتهم الحيوانية، بالإضافة إلى تخريب صناعتهم التقليدية والقضاء على أسواقهم التجارية، وجاءت الغرامات الحربية الفادحة والضرائب الباهظة المفروضة لتزيد من بؤس المواطنين الجزائريين. ولتلقي على كاهلهم ما لا قبل لأحد باحتماله.

تعرضت الجزائر لغزو أسراب الجراد في العام ١٨٦٤، وأخذ


(١) تاريخ الرسالة هو ١٨ محرم ١٢٨٩ هـ (الموافق ٢٨ أذار - مارس - ١٨٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>