٢ - خضوع الجزائر التي أصبحت مطوقة من الشرق ومن الغرب (بجاية ووهران)، وتعهد حاكمها (الشيخ سالم بن التومي) بدفع الجزية، وموافقة أهلها على تسليم جزيرة (اسطفلة) المقابلة للجزائر من أجل إقامة قاعدة بحرية إسبانية.
[د - أعداء الداخل للمرة الثانية]
أفاد (الملك عبد الله) ملك بجاية الشرعي المخلوع، والذي أصاب السجن بصره، من الفوضى والاضطراب اللذان رافقا اجتياح القوات الإسبانية لمدينة (بجاية) فهرب من سجنه بمساعدة بعض أنصاره الذين رافقوه إلى حيث تجمعت فئة من مؤيديه. ولم يلبث أن توجه بوفد من الأعراب لمقابلة القائد الإسباني (بيدرو النافاري). وقد عمل هذا على تقديم المساعدة الطبية (شق الأهداب) فعاد الملك عبد الله وقد أصبح قادرا على الرؤية. وأعلن الولاء لإسبانيا والخضوع لها والعمل تحت رايتها. وقرر (بيدرو) الإفادة من هذا الملك، فجهز له حملة انضم إليها بعض أنصار (الملك عبد الله). وسار بهم (بيدرو) يوم ١٣ نيسان (أبريل) مغادرا بجاية إلى حيث مقر (عبد الرحمن) ودارت معركة رهيبة قتل فيها عدد كبير من أنصار عبد الرحمن بمن فيهم زوجته وابنته، وغنم (بيدرو) غنائم كبيرة. وتمكن (عبد الرحمن) النجاة من المعركة ومعه عدد قليل من أنصاره. وكان (بيدرو) قد كتب إلى الملك (فرديناند) يستشيره في تعيين (الملك عبد الله) ملكا على بجاية. غير أن نجاة (عبد الرحمن) واستمراره في المقاومة حمل (بيدرو) على تعديل مخططه للإفادة من (الملكين معا) فتم الاتفاق بين (فرناندو) و (عبد الرحمن) ملك جبال البربر و (عبد الله) ملك بجاية على تقسيم مناطق النفوذ، وممارسة الحكم تحت الإشراف الإسباني. مع تقديم كل ما