للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٥٠٩. حتى إذا ما وصل إلى جزر (الباليئار) وصلته قوة دعم إضافية. ثم أقلع الأسطول الإسباني من جزر الباليئار بقوة (٢٠) سفينة كبيرة تحمل (١٠) آلاف مقاتل، مدعمة بالمدفعية الضخمة وآلات الحصار. ووصلت قوات هذه الحملة إلى مدينة بجاية يوم ٥ كانون الثاني (يناير) ١٥١٠. وبدأت المعركة على الفور بتبادل نيران المدفعية بين حامية بجاية والأسطول الإسباني. وتسلق المجاهدون مرتفعات جبال (التورايا). بهدف منع الإسبانيين من النزول إلى البر. غير أن مدفعية السفن البحرية المتفوهة ساعدت على إنزال القوات. وأسرع أهل بجاية بإخلاء المدينة من النساء والأطفال، وتم إرسالهم إلى (جيجل) فيما احتلت بقية القوات مواقعها في المدينة للدفاع عنها.

قسم قائد الحملة (بدرو نافرو) قواته إلى فرقتين: واجب الفرقة الأولى مجابهة قوة المجاهدين في جبال (التورايا)، وواجب الفرقة الثانية الانقضاض على (بجاية) واقتحامها. ودارت معارك دامية أسفرت عن انتصار الإسبانيين وإبادتهم لأكثر من أربعة آلاف مسلم. وتدميرهم للمدينة دمارا تاما تقريبا، والقضاء على كل المعالم العمرانية والدينية والأثرية في المدينة.

وأدى الانتصار المباشر للإسبانيين على حامية بجاية إلى تحقيق مجموعة من الانتصارات غير المباشرة والتي حصلت فيها إسبانيا على (غنائم) تزيد في حجمها وأهميتها على نتائج الانتصار المباشر، لا سيما وأن هذه الانتصارات غير المباشرة قد حدثت بدون صدام، وبدون إهراق قطرة دم واحدة، وكان من بين هذه الانتصارات - غير المباشرة -:

١ - خضوع السلطان الحفصي بتونس (أبو عبد الله عم المتوكل) للسلطات الإسبانية، وقبوله بدفع الجزية.

<<  <  ج: ص:  >  >>