للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - أحمد بوضربة:

كان أحمد بضربة من حضر الجزائر أيضا، غير أن دوره لم يكن واضحا بقدر ما كان دور (حمدان عثمان خوجة). وقد عرف عنه أنه كان من التجار الميسورين في الجزائر، ومن الذين لم يكونوا على علاقة جيدة مع الحكام الأتراك، غير أنه كان راضيا بوضعه على الأقل، فأقام فترة من حياته بمدينة (مرسيليا) حيث مارس التجارة فيها، وتزوج من إفرنسية، ثم تورط هناك بقضية إفلاس مالي حملته على مغادرة مرسيليا والعودة إلى الجزائر، وخلال هذه الفترة تعلم اللغة الإفرنسية، وعرف عادات الإفرنسيين وتقاليدهم. حتى إذا ما غزت فرنسا الجزائر، ووصلت إلى العاصمة، ظهر (أحمد بوضربة) في مقر (الكونت دوبورمون) قائد الحملة بصحبة (حسن بن حمدان بن عثمان خوجة) ومعهما كاتب السلطان للمفاوضة على تسليم المدينة. مقتنعا بما أعلنه الإفرنسيون: (من

أنهم جاؤووا محررين للجزائريين من الاضطهاد التركي). وتوطدت العلاقات منذ هذا اللقاء بين قائد الحملة و (بوضربة). فكان القائد الإفرنسي - دوبرمون - يستشيره في أمور الجزائر الداخلية ويثق به، حتى أنه ولاه رئاسة أول مجلس بلدي في (مدينة الجزائر) (١) غير


(١) شكل (دوبورمون) في اليوم التالي للاحتلال (٦ تموز - يوليو) لجنة حكومية إفرنسية بمهمة إدارة البلاد. وتشكيل (هيئة مركزية) من الجزائريين برئاسة (أحمد بوضربة) وعضوية (الحاج علي بن أمين السكة، وابن مرابط، وإبراهيم بن المولى محمد وحسن قلعايجي ومحمد ابن الحاج عمر والحاج قدور بن عشاش) ثم انضم إليها اليهوديان (ابن بكري وابن دوران). وكان معظم هؤلاء من (حضر الجزائر) حيث كانت السلطة الإفرنسية تعتقد بأن هذه الفئة من الفئات التي يمكن الاعتماد عليها نظرا لأنها لم تكن ذات شأن أيام الحكم التركي. ولكن سرعان ما أدرك الإفرنسيون خطأ اعتقادهم، فاتهموا (الحضريين) بالتآمر والطموح. نفوا زعماءهم من مدينة الجزائر.

<<  <  ج: ص:  >  >>