دخلت الثورة الجزائرية عامها السادس منذ يوم تفجرها في الفاتح من نوفمبر - تشرين الثاني - ١٩٥٤. وفي هذه الفترة، وصل الضغط الاستعماري ذروة اتساعه وقوته، وذلك كرد فعل على الهزائم المنكرة التي نزلت بساحة كبار قادة الحرب الفرنسيين. إذ أن ذكريات الكوارث التي رافقت الأعمال القتالية المتتالية، قد التصقت بأسماء أولئك الذين تم تكليفهم بتنفيذها، والذين صدمتهم المقاومة الضارية للمدافعين عن حريتهم.
لقد خاض المدافعون عن حريتهم الحرب، وجابهوا أضخم جهاز حربي استعماري عرفه القرن العشرين، حيث أنه ضم القدرة الضاربة الأمريكية، إلى جانب قدرة الغرب الاستعماري مجتمعه. وقد استرسل (الماكيافيليون - الاستعماريون) في مفاهيمهم، فأقاموا السدود المكهربة التي لم تتمكن من عزل الجزائر المجاهدة عن العالم الخارجي. وفشلت عبقرية الاستراتيجيين الاستعماريين في الوصول إلى هدفها. وأمام هذا الفشل المتكرر الذي أصاب كبرياء قادة الجيش الاستعماري بجراح عميقة، لم يبق أمام