الذين يتضاءلون كأقلية يوما بعد يوم أمام ازدياد عدد الجزائريين وتكاثرهم.
(ج)(اليوم الرهيب) في ذكريات أحمد توفيق المدني (*):
كان الزعيم، الشيخ أحمد توفيق المدني (مسافرا بالقطار من الجزائر إلى تونس، يوم وقعت المذبحة - المأساة - وقد سجل انطباعه ومشاهداته - بما يلى):
(تجهزت للسفر وأخذت بطاقتي، وامتطيت القطار يوم ٧ أيار - مايو - ١٩٤٥، في الثامنة مساء. وكنت عندما أصبح الصباح، أشعر كلما تقدم القطار نحو الشرق بحركة غير عادية في المحطات، تزداد شدة وحدة، بين حين وآخر، حتى إذا وصلنا مدينة (الخروب) وغيرنا القطار، وجدنا في المحطة مختلف فرق الجيش، وبينها طائفة من الشبان المتحمسين المتهيجين وهم يحملون ما توافر لهم حمله من مختلف الأسلحة. وكانوا يصعدون إلى مزجيات الرتل وينزلون من بها من الجزائريين واحدا واحدا، في شدة وعنف، ورأيتهم تحت نافذتي يفتشون بدويا عربيا بشكل مهين، وقد وجدوا في قفته سكينا صغيرا لقطع الخبز طبعا، فانهالوا عليه ضربا بالأيدي ورفسا بالأرجل، ثم اقتادوه بقوة إلى ما وراء القطار، وسمعت طلقات نارية، وتأوها خافتا، وانتهى كل شيء.