للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اشتراكه في معارك الألزاس. وجاء في نشرة رسمية صادرة عن القيادة الإفرنسية أن عدد الضحايا الجزائريين ألف وخمسمائة فقط، وعدد الأوروبيين مائة. هذا في حين ذكر تقرير اللجنة الثلاثية التي يرأسها الجنرال توبير، والتي تشكلت لإحصاء قتلى المجزرة المذكورة، بأن مجموع عدد قتلى الجزائريين المسلمين بلغ خمسة وأربعين ألفا.

إنه حدث نموذجي في دلالته على حالة الإفرنسيين العقلية والمعنوية في الجزائر، فقد شوهد على رأس قطعات الميليشيا الأوروبية الزاحفة ضد الجزائريين العزل، مستوطنون هم من المسؤولين الإفرنسيين في الحزب الشيوعي الجزائري ... هل أتابع سرد هذه الوقائع التاريخية الثابتة والحديثة، وهل أقول بأن قسما كبيرا من المستوطنين الإفرنسيين، وبينهم عدد كبير من العمال الإفرنسيين - بروليتاريا الثورة - قد استقبلوا أحد رؤساء الوزراء بمظاهر العداء والنفور لأنه ذكر في برنامجه الانتخابي (السلم في الجزائر) وقال بضرورة إحلال السلام فيها. وإنهم فعلوا ذلك لأنهم يدركون بأنه لا سبيل إلى السلام في الجزائر، إلا بحصول الجزائريين على حقوقهم السياسية. ولقد قلنا أن منح الجزائريين حقوقهم السياسية، يعني بالنسبة إلى المستوطنين الإفرنسيين طرح موضوع حقوقهم المالية وقوتهم وسيطرتهم الاقتصادية على بساط البحث. وأن الحصول على هذه الحقوق يساعد الجزائريين على منافستهم، هذه المنافسة التي تخشاها وترهبها الأكثرية الساحقة من المستوطنين الإفرنسيين في الجزائر

<<  <  ج: ص:  >  >>