للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - الموقف على جبهة المغرب الإسلامي

تعرض المغرب الإسلامي لمجموعة من المتحولات، منذ الأيام الأولى للفتح. وإذا كانت الموجة الأولى للفتح قد وحدت بين مراكز القرى المختلفة، إلا أن انهيار الحكم الأموي، وقيام الحكم العباسي، ثم قيام الحكم الأموي في الأندلس، قد أدى إلى نوع من التمزق المؤقت الذي لم يلبث أن تمخض عن حركات إصلاحية دينية كرد على الدعوات التي أفرزتها حركة الفاطميين التي ترعرعت في المغرب الإسلامي قبل أن تنتقل إلى مصر. ولعل أفضل تعبير لتلك الحركات الإصلاحية هي ظهور المرابطين ثم الموحدين (أبناء عبد المؤمن).

ولم يكن ظهور هذه الحركات وتطورها سلميا، وإنما رافقها عنف دموي لم يلبث أن ترك رواسب عميقة كان لا بد لها من أن تتفاعل لتأخذ أبعادها في التأثير على مستقبل المغرب الإسلامي.

إذ ما كادت دولة الموحدين تضعف حتى ظهر نوع من استقلال مراكز القوى الناجم عن ضعف المركزية. فكان من أبرز مراكز القوى:

<<  <  ج: ص:  >  >>