١ - دولة بني حفص (الحفصيون) والذين جعلوا من تونس قاعدة لهم، فكانت حدود دولتهم تمتد من طرابلس حتى شرقي الجزائر - في المفهوم الحالي للحدود.
٢ - دولة بني زيان (الزيانيون) وقد جعلوا من وسط الجزائر وغربها مقرا لهم وقاعدة لكيانهم.
٣ - دولة بني مرين (المرينيون) وقد جعلوا من المغرب الأقصى قاعدة لهم ومستقرا.
وقد بقيت هذه الكيانات قوية، صلبة، حتى إذا ما استنزفت قدراتها في الحروب الداخلية والحروب الخارجية، وصلت إلى مرحلة من الانهيار المريع الذي فتح المجال أمام مزيد من التمزق، حتى أصبحت كل مدينة وكل منطقة مستقلة بأمورها. وانعكس ذلك على زعماء هذه الكيانات والدول فلم يبق لهم من السلطة إلا اسمها. وأمام هذا الموقف - وكما يحدث عادة في كل التجارب التاريخية - أصبحت الأقلية الحاكمة - الأوليغاركية - على استعداد للتعاون مع أي سلطة أو قوة داخلية أو خارجية للمحافظة على وجودها، فكان في ذلك القضاء النهائي على هذا الوجود.
لقد تمت هذه التحولات بصورة بطيئة وتدريجية، على الرغم من ظهورها المباغت كتحولات عنيفة في بعض الأحيان. ويتطلب ذلك التوقف قليلا عند بعض ظواهر هذه التحولات.
عندما انهار حكم الموحدين حاول بنو مرين (في المغراب) السيطرة على المغرب الإسلامي بكامله، فاصطدموا بقوة الحفصين (في تونس) والذين كانوا يعتبرون أنفسهم الورثة الشرعيين للموحدين وأدى ذلك إلى صدامات دامية لم تحقق الهدف المنشود في توحيد المغرب