أنشأت القيادة العسكرية الفرنسية في الجزائر مدارس لتعليم أساليب التعذيب. وما لم يكن في البداية سوى ارتجال دموي، أصبح شيئا فشيئا منظمة لها ملاكاتها (كادراتها) وأساتذتها ومنفذوها، ويمكن القول: أن لها قوانينها أيضا. وهي تحمل اسما سريا يعرف بأحرفه الأولى (د. او. ب) وتمارس نشاطها في الجزائر - كالغستابو النازي ولكن بوحشية أكبر. ولهذه المنظمة تقاليدها وفروع اختصاصها ومخابرها ومعسكراتها. ويمكن الإشارة هنا إلى ما صرح به أحد الرهبان الذي خدم في الجزائر برتبة ضابط من صيف ١٩٥٨ لغاية صيف ١٩٥٩. وذلك عند الإدلاء بشهادته إلى (دار الشهادة المسيحية) حيث ذكر ما يلي:
(كيف لا تقع المسؤولية على مجموعة الجهاز الرسمي، وهناك في مدرسة مثل (مدرسة سكيكدة) يقوم مركز التدريب على حرب التدمير. وكذلك في مدرسة معسكر (جان دارك) المزدحمة، حيث يشرحون لنا أثناء الدرس الدائر المعلومات المتعلقة بأساليب التعذيب الإنساني. وها هي بعض الملاحظات التي دونتها من دروس النقيب - الكابتن ل - خلال النصف الثاني من العام ١٩٥٨. وكنا