للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت هناك حوالي اثنتي عشرة قبيلة منتشرة في سهل متيجة، لكل قبيلة منها مشيختها أو زعامتها، ولكل قبيلة منطقتها - أو وطنها - وعلى كل وطن قائد، فكان هناك على سبيل المثال وطن (بني خليل) وعلى رأسه الشرقي، وكان هناك وطن (بني موسى) وعلى رأسه (أوشفون) وكان هناك وطن (الخشنة) وعلى رأسه (العمري)، وكذلك وطن (الست) وعلى رأسه (عبد الوادي) وكذلك أيضا (شرشال) التي اعترفت بالبركاني شيخ بني مناصر زعيما لها. وكذلك (القليعة) التي كانت تخضع لعائلة (ابن المبارك) وهو مرابط له سمعة واسعة. وكانت مدينة (البليدة) هي عاصمة (سهل المتوجة) أو (المتيجة). وعندما شعرت هذه القبائل، والمدن المجاورة بالخطر، تحالفت، وقررت المقاومة، ومن ثم ابتدأت سلسلة من الاصطدامات مع العدو، وتحولت شيئا فشيئا إلى ثورة عامة. وظهر خلال هذه الثورات زعماء مارسوا دورا أساسيا وبارزا خلال السنوات الأولى (من ليل الاستعمار الطويل). وقد يكون من الصعب الإحاطة بكافة الظواهر الثوروية خلال تلك الحقبة الحافلة بكل ظواهر الاضطراب، غير أنه ليس من العسير استقراء بعض تلك الظواهر.

[ب - ثورة ابن زعمون]

كان (ابن زعمون) من قبيلة فليسة، وقد تولى قيادة قبيلته عندما احتل الإفرنسيون الجزائر، وأظهر تصميمه على منع تقدم الجيش الإفرنسي نحو (البليدة) فانضمت إليه قوات العرب في المنطقة، وعرض عليهم القضية بما في ذلك


= وشرشال وبوفريك (المرجع - مدينة الجزائر نشأتها وتطورها - علي عبد القادر حليمي - الجزائر ١٩٧٢ ص ١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>