مشروع الدفاع عن حريتهم ووجودهم ودينهم مع الاعتراف بالسلطة الإفرنسية في الجزائر، وكان ذلك في الشهر الأول من الاحتلال حين علم أن قائد الحملة (دوبورمون) يريد الزحف على (البليدة). ولذلك كتب إلى (دوبرمون) يطلب منه عدم التقدم إلا بعد توقيع معاهدة مع العرب تنظم العلاقة مع الإفرنسيين. ولكن (دوبورمون) قرر الذهاب إلى البليدة في يوم ٢٥ تموز (يوليو) عام ١٨٣٠ على رأس جيش من ألفي جندي مشاة وبعض مئات من الخيالة - الفرسان - ومدفعين (وقد سبقت الإشارة إلى ما نزل بهذه الحملة من الدمار). وعلى أثر ذلك أصبح (ابن زعمون) صاحب نفوذ كبير في إقليم الجزائر. بسبب كفاءته القيادية العالية التي أظهرها في قيادة قواته ضد الإفرنسيين، وبسبب ما أظهره من البطولة لإيقاف تقدم العدو، وأخذت قوته في التعاظم يوما بعد يوم. حتى إذا ما أقبل يوم ٢٦ تشرين الثاني - نوفمبر - ١٨٣٠ م، هاجم ابن زعمون مدينة البليدة بقوات ضخمة، واقتحم المدينة، ودارت معركة قاسية انتقل فيها الصراع من شارع إلى شارع ومن منزل إلى منزل، وأبيد خلالها عدد كبير من الحامية الإفرنسية (التي كانت تعمل تحت قيادة العقيد رولير) وسقط عدد من سكان المدينة (أهاليها). وعندما وصل (كلوزول) في اليوم التالي قادما من حملته الفاشلة على مدينة المدية (عاصمة إقليم تيطري) وجد المدينة (بليدة) وقد غطتها الجثث التي كان من بينها (٥٠) جنديا إفرنسيا من جنود المدفعية، ممن قتلتهم قوات (ابن زعمون). وأصيب (كلوزول) بصدمة قاسية قرر على أثرها سحب القوات الإفرنسية الباقية من (البليدة). وعاد بفلول جيشه إلى مدينة (الجزائر).
دعمت انتصارات المجاهدين في (البليدة والمدية) من ثقة