للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقاتلين بأنفسهم، وعززت إيمانهم بالنصر على قوات الغزو. وزادت قوة (ابن زعمون) بانضمام (الحاج سيدي السعدي) إليه، واضطلاعه بأعباء حشد المجاهدين ودعوته الناس لحمل السلاح والجهاد فى سبيل الله، وفي هذا الوقت ذاته، كان مصطفى بومرزاق ينظم المقاومة ويقودها للقتال في منطقة بوفريك، تاركا لابن زعمون وسيدي السعدي منطقة (الجانب الأيمن لوادي الحراش) حتى تنشر قواتها عن هذه المنطقة وتدافع عنها. وبذلك كانت القوتان تضمنان حماية (سهل المتوجة - متيجة).

قام (ابن زعمون) بقيادة قوات المجاهدين في صيف سنة (١٨٣١ م) فهاجم بها المراكز الإفرنسية الأمامية، وأشعل النيران بالمزرعة النموذجية التي أقامها الإفرنسيون قرب (وادي الحراش) وهي المعروفة باسم (حوش حسن باشا) والتي كان الإفرنسيون يعدون العدة للاحتفال بأول حصاد لها. وتطورت الأعمال القتالية التي استمرت طوال أيام عديدة حتى باتت تهدد العاصمة (الجزائر) ذاتها.

وعندئذ قرر الجنرال الإفرنسي (برتزين) مجابهة الموقف، فزح ست فرق عسكرية. بالإضافة إلى قوة الفرسان - الخيالة - بكاملها، وبعض المدفعية. وهاجم قوات (ابن زعمون) و (سيدي السعدي) عند مكان يسمى باسم (المرابط سيدي ارزين). غير أن قوات المجاهدين تجنبت الاصطدام بهذه القوة المتفوقة وانسحبت إلى الجبال المجاورة، تاركة لقوات الإفرنسيين حرية العمل في منطقة (الفراغ العسكري) ولم يجد (برتزين) أمامه إلا أن ينسحب بقواته إلى الجزائر معتقدا أنه قد نجح في وضع حد للثورة. غير أنه ما كاد يرجع حتى عادت قوات المجاهدين إلى مسرح عملياتها تحت قيادة قادتها (ابن زعمون وسيدي السعدي).

قاد (ابن زعمون) بعد ذلك قواته في خريف ١٨٣١ م وخاض

<<  <  ج: ص:  >  >>