يقول (جول مونيرو) في وصفه الكلاسيكي لطبيعة الثورة وتطورها ما يلي: [تفقد جميع مظاهر النشاط الاجتماعي وفئاتها بصورة تدريجية اسقلالها في الثورات. ففي الحروب الخارجية والداخلية على حد سواء، ينعدم الاسقلال في السياسات الخارجية والداخلية، وفي الشؤون الاقتصادية والدينية، وتصبح كلها مترابطة متشابكة. ويتجه كل شيء تدريجيا، نحو التوافق والاتصال، وهذا يشمل الأمور المتعلقة بالأفراد والجماعات على حد سواء، ويسبب لهم ولها الكثير من الجهد والمشقة .... وأخيرا فإن العالم بأسره يغدو
منطقة حساسة واسعة من الاحتكاك، والاحتكاك المقابل ويغدو التفاعل بين العالم الأكبر والإنسان، وبين الفرد والمجتمع، وبين الكيان الصغير والكيان لكبير الضخم، حركة سريعة متلاحقة، تجرف معها الإنسان دون أن يفهم شيئا، ولا هناك مجال لتحليل
القيم والأهداف - الذي يمكن كل مجموعة بشرية وكل فرد، من أن يجد أو تجد (المكان اللائق لكل شيء)، وتتجزأ العقائد الدينية الى مجموعات من الواجبات المتنافرة، و (تصطرع القيم المنفصلة
والمجزأة) متنافسة على الفرد وفي داخله. وفي وسع المؤرخ أن يجزىء