الأزمة العامة الى سلسلة من الأزمات الخاصة في أوقات وأماكن معينة، ولكن هذه الأزمات تظل تعدل بعضها البعض، وتقرر مصير بعضها البعض، وهذا الترابط، يكون مكانيا وزمانيا. فالنفس القديمة تندفع الى التغير، ولما يظهر بعد أي شيء ليملأ الفراغ الذي خلفته الأمور التي قذفتها هذه النفس وطرحتها جانبا. وتسيء الحاجات بتشكيل صورها، وتكتفي بما تستطيع تحقيقه من أين؟ وكيف؟ وتتوقف العقائد التي قام عليها المجتمع، عن السيطرة على الاستجابات العضوية، ولكنها تتعرض للهجمات على أساس المصالح. وتدافع عن نفسها، على هذا الأساس أيضا، وتتهدم الحوافز الاجتماعية العظيمة في النفس، التي تمثلها هذه العقائد عن طريق النقد ...
في مثل هذه الفترات، وعندما تصبح القواعد القديمة للمجتمع واهية ومائعة ومنهارة أمام حالة من الانتقال، وتفقد الانتقادات الموجهة الى كل الأوضاع القديمة، التي لم تعد مرضية، والى كل ما تقوم عليه من أسس، دون كابح أو زاجر .... وكتتمة طبيعية لانتشار الشكية، تنبعث هناك (باطنية) غير ناضجة .... هي:(وليدة التحالف بين الشكية والحنين الى الوطن) والى جانب العدمية (النهلستية) - وهي حالة من توافر الصلاحية النفسية التي تعني أن يكون الانسان حاضرا للفائدة لكل عمل - يظهر نوع من الحنين في أشكال متعددة، للإجماع العام الاجتماعي، وفي هذا التوق الى الوحدة، تعيش النفس، على أضخم صورة مقلدة لها، وهي صورة العصر الذهبي، واليوم المجيد .... ولا ريب في أن المفاهيم الجديدة. للعالم، التي تحاول أن تحتل مكان النطام الاجتماعي القديم، تحمل طابع الجدة.