وإسلام نزيه، ومحسنين من دون فائدة. ولكن لما انقرضوا وظهرت شرذمة الفساد ضاع الشرف، وخاب الوطن ولا طمع في المستقبل).
تلك هي سطور قليلة في حياة إنسان، دمره الاستعمار الإفرنسي بوحشيته - الحضارية - وقد أمكن معرفة بعض ملامح مأساته. ولكن كم هي الجرائم، وكم هي المآسي، التي ماتت مع أصحابها ولم يعرف بأمرها أحد.
تلك هي الصورة القاتمة للجزائر المجاهدة بعد مرور قرن من الاستعمار. وبينما كان شعب الجزائر يعيش مع همومه ويأسه وقنوطه، أبت فرنسا إلا أن تمعن في إذلاله، فقررت إقامة احتفالات ومهرجانات بهذه المناسة، ودعت إلى حضورها وفودا من أمم الدنيا كلها. وأنفقت عليها الأموال الطائلة بسخاء - أموال شعب الجزائر - فيما كان هذا الشعب يعيش في شر مسغبة. وقد يكون من المناسب هنا، إكمالا لصورة الموقف، التعرض لبعض ملامح هذه الاحتفالات وفقا لما ذكرها أحد معاصريها (١).
...
[هـ - احتفال فرنسا بمرور مائة عام على احتلال الجزائر]
جمعت فرنسا لجنة يمكن وصفها بلجنة الأذناب، مهمتها البحث عما تستطيع فرنسا تقديمه (للأهالي) بمناسبة الاحتفال المئوي. فكان أحدهم ينادي بوجوب إعطاء بعض الحقوق