للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إفرنسي) مبعوثا من القائد العام (دامر يمون) فقد قال عنه أنه: (لم يكن ينتظر منه الخير، وأن القائد العام لم يحسن الاختيار، لأن بوجناح قد شكر الحاج أحمد على رفض الشروط الإفرنسية، وأخذ في ذمهم أمامه لأنهم: يريدون التوسع بكل الإمكانيات فاليوم يطالبونك بهذا، وغدا سيطابونك بشيء آخر) وقد طلب (بوجناح) النقود من الحاج أحمد ليذهب إلى باريس، ويتفاوض باسمه مباشرة مع الحكومة الإفرنسية. وكاد الحاج أحمد يضربه (لولا أنه مبعوث القائد الإفرنسي) وذلك عندما اقترح عليه ضرب كبار رجاله إذا لم يرضوا بشروط فرنسا. وقد علم (الحاج أحمد) أن اليهود قد نهبوا الأشياء الثمينة التي (يعرفون أماكنها السرية) عند دخول الجيش الإفرنسي إلى مدينة قسنطينة. وقد سبقت الإشارة إلى موقفه من (يوسف المملوك الذي كان مرتدا والذي حاول الإفرنسيون تعيينه بايا على قسنطينة خليفة (للحاج أحمد).

لقد خاض (الحاج أحمد) صراعه في ظروف صعبه للغاية، وقد علق آماله على السلطة العثمانية التي كانت تتعرض بدورها للمحن والهجمات والضغوط الثقيلة، وقد حفظت الوثائق التاريخية رسائل (الحاج أحمد) أو (بعض رسائله) والتي تبرز طبيعته الصراع الذي خاصه خلال تلك (المرحلة التاريخية) (١).

[ز - حمدان خوجة والصراع السياسي]

ظهرت خلال فترة احتلال فرنسا للجزائر مجموعة من الشخصيات البارزة التي مارست أدوارها بصورة إفرادية، بفضل ما


(١) انظر قراءات - ٥ - الملحقة في آخر هذا الكتاب في موضوع رسائل الحاج أحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>