ترك تدمير الحملة الإسبانية على الجزائر أثرا عميقا على الطرفين المتصارعين، فمضت القوات الإسبانية في الإعداد لعملية جديدة على أمل أن تعوض بها عن هزائمها السابقة. وفي الوقت ذاته، أفادت الإدارة الجزائرية من المعركة، فعقد مؤتمر ضم أعضاء القيادات البرية والبحرية بهدف استخلاص الدروس من العمليات السابقة. وتقرر إقامة مجموعة من القلاع والتحصينات الجديدة، وبناء سفن للمدفعية العائمة. ولم تمض أكثر من فترة وجيزة حتى أمكن إعادة التنظيم الدفاعي في البر وإعادة تنظيم القدرة البحرية وتدعيمها. واتخذت كل الترتيبات لإبقاء السفن الإسبانية على مسافة بعيدة جدا عن المدينة. إذا ما أقدمت على مغامرة جديدة.
مضت الإدارة الإسبانية بدورها لإعادة تنظيم قواتها. واستطاع قائد البحرية (الأميرال أنطونيو دي بارلكو) حشد قدرة بحرية تضم (١٣٠) سفينة حربية في سنة (١٧٨٤م) وأعلن عن قيادة حملة صليبية جديدة، وأسرع البابا فنشر في يوم ١٨ حزيران (يونيو) من السنة ذاتها بلاغا أعلن فيه أنه (وهب الغفران والبركة السماوية لكل مسيحي يشارك في هذه الحملة). وجاءت من البرتغال قوة بحرية لدعم الأسطول الصليبي، الذي غادر المياه الإسبانية ليصل إلى المياه