وعندما ارتفعت الأصوات معلنة أذان الفجر توقفت مدفعية الأسطول الإسباني عن الرمي. واندفعت قوة من المسلمين إلى داخل معسكر الصليبيين فوجدته فارغا، ووجدت فيه الكثير من الأسلحة والذخائر والمدفعية مما يدل على أن القوات المعادية قد انسحبت على عجل فلم تتوافر لها فرصة من الوقت لحمل أسلحتها وأمتعتها وعتادها. واستولت قوات المسلمين على ما تركه العدو من غنائم فوق أرض المعركة من الوسائط القتالية والبنادق و ١٦ مدفعا من النحاس وقطعتين من راميات القذائف. وجمع المسلمون المقذوفات التي أرسلتها المدفعية الإسبانية فبلغت (٤٠) ألف قذيفة. واعترفت المصادر الإسبانية بمصرع (١٩١) ضابطا و (٢٠٨٨) جنديا في اليوم الأول من المعركة. في حين تذكر مصادر أخرى أن عدد القتلى الإسبانيين يرتفع إلى (٤) آلاف قتيل. أما المصادر العربية فتذكر أن عدد قتلى الأعداء يبلغ (١٠) آلاف قتيل مقابل (مائتا شهيد) من قوات المسلمين.
أمضت سفن الأسطول الإسباني أيام ٩ و١٠ و١١ تموز - يوليو - ١٧٧٥ وهي في عرض البحر، تنظم المستشفيات، ثم رفعت العلم الأسود علامة الحداد، ومضت خائبة في طريق عودتها إلى قواعدها. وقرر القائد العام للحملة الإسبانية، قصف مدينة الجزائر بالقنابل يوم ١٣ تموز - يوليو - انتقاما لما نزل بقواته من الخسائر، غير أن هيئة أركانه أقنعته بعقم محاولته وعدم جدواها، علاوة على ما تحمله من خطر التعرض لمدفعية الساحل القوية.
يذكر هنا أنه ما كادت المعركة تصل نهايتها حتى بلغت أعداد المقاتلين المسلمين الذين تدفقوا من كل أنحاء البلاد أكثر من (١٥٠) ألفا، بينهم (٦) آلاف من الأتراك، و (٣) آلاف بحار في الميناء (المرسى).