هذه الجزائر المجاهدة ما هوى منها شهاب إلا أتبعه شهاب آخر، وهذا هو شعب الجزائر المجاهد، ما مضت منه قافلة إلا وأتبعتها قافلة. وتستمر الشهب في إضاعة سماء العروبة والإسلام، وتستمر القوافل تترى على سبيل الجهاد في سبيل الله. ما عاشت الجزائر، جزائر العرب المسلمين، يوما من الأيام لنفسها، لقد كانت أبدا، وعلى امتداد قرون طويلة وهي تحمل الراية، راية الريادة، لم تتعب وقد أتعبت كل من عاداها. حتى أصبحت أمثولة الدنيا في التضحية والفداء والصبر والثبات. وعرف العالم، وعرف المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، ما احتملته الجزائر وما عاناه شعبها المجاهد، فحملوا لأرضها وشعبها كل الحب والتقدير والإكبار.
وتاريخ جهاد شعب الجزائر بعد ذلك نسيج متلاحم صنعته تضحيات لا نهاية لها، وبرزت من خلاله شهب وكواكب ونجوم لا حصر لها. ويقف المرء حائرا أمام هذه الوفرة من الرواد المتشابهة