لكن ذلك لا يغير من الحقيقة الساطعة شيئا: لقد أمضى مصالي الحاج شبابه وشيبه في مقارعة الاستعمار الإفرنسي، بين السجون والمعتقلات والتشرد. وقاد الصراع المرير في أقسى الظروف. ورفع صوت الجزائر، يوم لم يكن بها من يجرأ على رفع هذا الصوت - إلا قلة حفظهم الله للجزائر وحفظ الجزائر بهم من أمثال عبد الحميد بن باديس وإخوانه في الجهاد. وليس هناك من يذكر أبدا أن (مصالي الحاج) هو أول من أطلق (الجزائر الحرة) وأول من بشر بالاستقلال والانفصال عن فرنسا - ولو بصورة قانونية دستورية وفي إطار التحالف مع فرنسا -. ويبقى لمصالي الحاج فضل في تنظيمه (لحزب الشعب الجزائري) الذي انبثق عنه تنظيم (حركة انتصار الحرية والديموقراطية) والتي كانت بدورها مهدا لنشوء التنظيم السري. الذي لم يلبث أن تطور إلى (اللجنة الثورية للوحدة والعمل) لتنتهي بعد ذلك إلى (جبهة التحرير الوطني الجزائري). و (جيش التحرير الوطني الجزائري) وهما التنظيمان السياسي والعسكري اللذان قامت عليهما الثورة، ووقع على عاتقهما بناء الجزائر الحديثة.