للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطنية ناشئة، تناهض سياسة استعمارية لدولة قوية كفرنسا. أما العناصر الفتية في (اللجنة المركزية) للحزب، فقد تأثرت بحياة العمل السري، والاختفاء، التي عاشتها، وبهزيمة فرنسا في عام ١٩٤٠. وبالحركات النضالية الناجحة في عدد من البلاد في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، والتي حققت الاستقلال في مواجهة قوات متفرقة. لكن هذا الانشقاق في حركة أنصار الحريات الديمريراطية قد جزأ الحركة الوطنية الجزائرية وأبعد احتمال قيام معارضة موحدة وعملية ضد فرنسا. وعندما اندلع لهيب الثورة في الجزائر، ليلة الواحد والثلاثين من تشرين الأول - أكتربر - عام ١٩٥٤، لم يكن (مصالي الحاج) - وهو (والد الوطنية الجزائرية) على علم بها. وهكذا تخطته الأحداث لأول مرة في حياته.

...

أصبحت المصالية (نسبة إلى مصالي الحاج) رمزا للانتهازية السياسية، فقد أقام الرجل بعد ذلك في فرنسا، وحاولت فرنسا - لاكوست وديغول من بعده - اللعب بورقته، على أنه نموذج للاعتدال السياسي. وكان وهو في منزله (في نيورت) تحت الحماية الإفرنسية، مستعدا لممارسة مثل هذا الدور، غير أن الجزائر الثائرة، وقد أهرقت سيولا من الدماء، ودفعت من أرواح أبنائها آلاف الشهداء، هذه الجزائر لم تعد مستعدة لقبول (المساومات) أو (أنصاف الحلول) فمضت في طريق الثورة لبناء مجتمع الجزائر الحرة، المالكة لمقدراتها، والسيدة لنفسها وبنفسها. ومضى (مصالي الحاج) إلى زوايا النسيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>