للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحزب لأن مصالي رئيسه؛ بل لأنه، أي الحزب، يمثل الحركة الوطنية الجزائرية الثورية).

كانت هذه الوطنية التي أيدتها (اللجنة المركزية) الآن، مغفضلة إياها على (مغامرة مصالي) لا تقوم على أساس عنصري أو ديني، بل على أساس: (إرادة الكفاح لتحقيق حرية الشعب الجزائري سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا) واتجه جناح اللجنة المركزية بعد هذا الانشقاق من جديد إلى زيادة الجهد في موضوع الوحدة، وعقد المؤتمر الوطني الجزائري. فقد شعر أعضاؤه بأن هذه الوحدة ضرورية لتأمين نضال فعال ضد فرنسا.

...

لم يكن الانشفاق الذي وقع من (اللجنة المركزية) لحركة أنصار الحرية والديموقراطية، وبين زعيمها (مصالي الحاج) ناجما فقط عن الخلاف الشخصي واقتراع الأغلبية، وبين الحزب والمؤتمر الوطني الجزائري، وبين السياسات والدعاية من ناحية والعمل في جميع الميادين من الناحية الأخرى. وإنما كان أيضا (صراعا بين الأجيال) ونتيجة للانفصال الواقعي بين مصالي والحركة، وهو انفصال أدى دائما إلى أن يكون عائقا في طريق نمو الحزب المضطرب واستمراره. فمصالي، زعيم الحزب ومؤسسه، يسير الآن في طريق الشيخوخة. وقد شب وشاب في عهد كانت فيه الخطب المثيرة والمظاهرات الجماهيرية، وتقديم المطالب المسرحية، هي كل ما يمكن عمله وتحقيقه عن طريق حركة

<<  <  ج: ص:  >  >>