عنها مؤتمر عام ١٩٥٣. ثم مضت (اللجنة المركزية) إلى القول: (لقد أراد مصالي أن يقاوم بالكلام العنيف وحده، وبالإثارة بقصد الإثارة، وبالتعصب والمغامرة، سياسة توطيد دعائم الحزب، وتوسيع قواته العاملة، وبناء القواعد التي لا مناص منها لتحقيق النجاح، ولترسيع نضالنا وتضخيمه، وكذلك أعمالنا التنظيمية، وإعدادنا الجدي. ومحاولاتنا إيجاد وحدة صحيحة لجميع القوى الشعبية العاملة).
وكان الصراع في الحقيقة (ناجما عن عوامل القيادة والأساليب). فمصالي يريد فرض سلطته الشخصية بينما أيدت (اللجنة المركزية) فكرة القيادة الجماعية وديموقراطية الحزب. وكان مصالي يعارض في العمل النظري الذي يستهدف إقامة عقيدة واضحة المعالم، ثابتة على أسس أكثر علمية، وتقبلا عقليا (لأنه كان يخشى أن يؤدي هذا التنظيم إلى الحد من صلاحياته). ومضت اللجنة فأعلنت أنها تؤمن (بأن النضال يجب أن يكون في سبيل مجد البلاد، لا في سبيل مجد رجل فرد) ولاحظت اللجنة بمرارة، أنه في الوقت الذي يأوي فيه مصالي الحاج إلى (برجه العالي) فإن مناضل الحزب يضحون بأنفسهم في سبيل بناء الحزب بتعبهم وجهدهم، ثم قالت:
(ومن الجوهري، أن يعلم جميع المناضلين والشعب هذه الحقائق. وأنه بات لزاما وضع حد لادعاء مصالي الغريب؛ بأنه يعتبر نفسه وحده، ندا بل ومتفوقا على الحزب كله، وعلى الشعب الجزائري كافة. ومن الواجب أن نضع حدا أيضا لفكرة استحالة الاستغناء عن إنسان فرد. ولم يشترك المنضلون في