للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصل بعض الناس، ففي الفترة ما بين ١٥ و ٢٠ أيلول - سبتمبر - ١٩٥٦، أوتي برجل قيل أنه مشتبه في أمره، إلى مركز القيادة العامة ونقل بعربة خفيفة - جيب عسكرية - وكان الجنود طوال الطريق يتبارون في تقطيع أجزاء جلد ذلك الرجل، وهو حي، وتمزيق قطع من لحمه.

كنا نحن خلال هذه الفترة في (وادي الصومام). ولقد أوتي بثلاثة من الرجال، وأمروا بحفر حفر، ثم دفنوا فيها إلى العنق، وبقي رأسهم معرضا لوهج الشمس. ووضعوا أمام كل منهم وعاء فيها ماء يبعد عن فمهم مسافة نصف متر تقريبا، وقيل لهم أنهم لن ينالوا شيئا من الماء إلا إذا تكلموا. ولقد بقوا على تلك الحالة يومين كاملين، فلم ينبس اثنان منهم ببنت شفة. وأعدم اثنان وهما على تلك الحالة، أما الثالث فقد قال شيئا - آخر الأمر - إلا أنه أعدم أيضا إثر ذلك (١).

(وفي قرية (الشريعة) أوتي برجل للتحقيق معه (استجوابه) فنزعت عنه كل ثيابه، وقيد من أكتافه، ثم ألقي على الأرض بعدما ضمخوا كل جسده بمعجون السكري (المربى) وبقي كذلك طوال اليوم معرضا لشمس شهر تموز - يوليو - اللاذعة، وكانت أسراب الذباب تروح وتغدو حول تلك الفريسة البشرية التي كانت عيناها تعبران عن جنون الألم. وقال لنا النقيب (الكابتن) بأنه إذا لم يعترف فسأطلق عليه سربا من النحل) (٢).

وجاء في مصدر آخر ما يلي: (لقد تعرفت على جماعة من


(١) المجندون يشهدون. ص ٣١ و ٣٢.
(٢) مجلة (أسبري) الفرنسية، عند نيسان - أبريل - ١٩٥٧ ص ٥٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>