الطلبة الفرنسيين، الذين كانوا في حالة من الهياج القصوى. وكان أحدهم يتحدث بحرارة عن أعماله. وكيف أنه أتى بمدفعين رشاشين من النمسا، لقتل المسلمين. وقص علي مفاخرا أنه رأى بعينيه في جهة (باليسترو) أحد الضباط وهو يدلي من طائرة عمودية (هيليكوبتر) - بواسطة حبال - بعض المشتبه بأمرهم، ويهددهم بإسقاطهم على الأرض إن هم لم يتكلموا. ولما امتنع هؤلاء عن الإدلاء ولو بكلمة واحدة - رغم التهديد المرعب - عمل هذا الضابط على قطع الحبال، وسقط أولئك الناس، وسحقوا على الأرض. لقد كان في هذا درس صالح للسكان العرب) (١).
يمكن في هذا المجال الإشارة إلى البلاغ الصادر عن القيادة العامة لجيش التحرير الجزائري - لولاية وهران يوم ١٠ أيار - مايو - ١٩٥٧. والذي جاء فيه بالحرف ما يلي:
(ان المجاهد العربي بن المهيدي الذي قبض عليه الفرنسيون أخيرا، لم يعترف بشيء أثناء الاستنطاق ولكنهم سلخوا جلدة رأسه في غرف التعذيب التابعة للبوليس الفرنسي، ثم لم يكفهم هذا، بل أدخلوا في فمه قضيبا من الحديد في أقصى درجات الاحمرار. فكانت النتيجة أن فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها إثر هذه العملية الوحشية التي تقشعر لهولها الأبدان. وقد كان هذا في مدينة الجزائر، والعقيد رحمه الله، كان من أشد الناس حماسة لقضية بلاده.
وهناك وسيلة أخرى من نفس الوسائل السابقة تطبق الآن في مقاطعة (وهران). ففي يوم ٣ كانون الثاني - يناير - ١٩٥٧. سقط المجاهد أبو مدين محمد من دوار (أولاد حمو) من دائرة