للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحداث (مذبحة أيار - مايو) أنه من المحال تحقيق أهداف الشعب الجزائري وتطلعاته بوسائل الصراع السلمي. فقررت تكوين جهاز عسكري أطلقت عليه اسم (الشرف العسكري) وترجمته الإدارة الإفرنسية بعد ذلك باسم (التنظيم الخاص) (*) وحددت واجبه (بالعمل لانتزاع الاستقلال بالقوة، الوسيلة الوحيدة للتعامل مع الاستعمار) وبذلت الجهود لإعداد جهاز هذا التنظيم حتى يعمل بدقة متناهية، مع مراعاة كل شروط الحيطة والكتمان. وكان يتم اختيار المجاهد للدخول في تنظيم (الشرف العسكري) من بين مجاهدي التنظيم السري السياسي، وممن أتموا السنة الثانية في هذا التنظيم وأثبتوا كفاءتهم العالية، وبقي سجلهم بظيفا ومشرقا، وكان يفضل منهم الأعزب الذي تجاوز في عمره العشرين سنة، بجيث يكون قد اكتمل في قوته الجسدية، وتوافر له الوعي الجيد لما سيضطلع به من أعباء وواجبات. ويقسم على حفظ السر - وهو الشرط الأساسي لقبول المجاهد في هذا التنظيم - وتجدر الإشارة إلى أن مجاهدي (التنظيم السري السياسي) لم يكونوا يعرفون بوجود (تنظيم الشرف العسكري). وكانت الخلية التي ينقل منها المجاهد المثالي إلى (الشرف العسكري) تعتقد أنه قد أخرج من التنظيم السري إلى مجال العمل السياسي أو العلني، أو أنه قد نقل إلى خلية أخرى، وعلى كل حال، فإنها لا تسأل عن سبب تغيبه، ولا يحق لأحد من أفرادها مناقشة المجاهد عن سبب اختفائه.

...


(*) التنظيم أو المنظمة الخاصة: (Organisation Speciale).

<<  <  ج: ص:  >  >>