الوصاية) وما قابله من انتفاضات في العالم الإسلامي (ثورات تونس ومقاومات ليبيا والحركات الوطنية في مصر وثورة المهدي في السودان والثورة السورية الكبرى ١٩٢٥).
٢ - وظهر الأمير خالد بعد قرن من استعمار فرنسا للجزائر تقريبا حيث اجتاحت جحافل الغزو الاستعماري الجزائر في سنة ١٨٣٠ م على ما هو معروف، وبدأ الأمير خالد نشاطه للعمل في الفترة ١٩١٥ - ١٩٢٥. وخلال هذه الفترة نجحت قوى الاستعمار في إزالة الكثير من قواعد الصمود والمجابهة - إذا صح التعبير - فقد أمكن لفرنسا ومؤسساتها خلال هذه الفترة القضاء على القيادات القبلية والزعامات الدينية وتركت الساحة الجزائرية في حالة من الفراغ أخذت هي بإملاء فراغها بأجهزة وتنظيمات تابعة لها. مع استثمار كافة التناقضات الممكنة لإفراغ هذه التنظيمات من أهدافها.
٣ - وعاش الأمير خالد بعد ذلك متنقلا بين دمشق - وطنه بالولادة - والجزائر وطن آبائه وأجداده، وفرنسا - الوطن الأم. كما كان يطلق عليها، فكان لا بد له من معالجة آلام وآمال مواطنيه من منظار شامل، ولقد عرف بحكم مواطنته أبعاد القضية التي يعيشها. والأخذ بقضية الجزائر على أنها قضية خاصة وعامة، تعود خصوصيتها إلى طبيعة ما يعانيه مسلمو الجزائر، وتعود عموميتها إلى ارتباطها بالهجوم الاستعماري الصليبي الشامل. ولقد عاصر الأمير خالد أحداثا مثيرة، لم يكن أقلها إزالة الخلافة الإسلامية، ولم يكن أقلها تمزيق العالم الإسلامي واقتسامه بين الدولتين