الاستعماريتين الكبيرتين بريطانيا وفرنسا. ولم يكن أقلها أيضا ظهور حركات اشتراكية تبعها انفجار الثورة الشيوعية في ألمانيا وروسيا. وكان لذلك كله دوره في التحرك السياسي وفي المعاناة الصعبة لظروف الصراع.
٤ - والأمير خالد قبل ذلك وبعده سليل أسرة منسوبة إلى الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، وهو أصيل المحتد كريم المنبت. فكان لا بد لذلك من أن يطبعه بطابعه وأن يسمه بميسمه، فهو أحق الناس بالدفاع عن الإسلام والمسلمين، لا سيما وهو يعيش كل ظروف القهر والمعاناة الناجمة عن ظروف الحملة الصليبية الجديدة. وهو إلى ذلك، لا يرى في غير الإسلام وسيلة لدعم الصمود، ولإحياء الأمل في النفوس. فكان من نتيجة ذلك أن ربط الأمير خالد بين ماضي المسلمين وحاضرهم وما يجب أن يكون عليه مستقبلهم. ووضع بذلك أساس قاعدة العمل.
٥ - وكان المسلمون في الجزائر يجدون في العالم الإسلامي متنفسا كلما أثقل صدرهم كاهل الاستعمار، فكان الزعماء يفرون
بدينهم إلى تونس وإلى المغرب أحيانا، وإلى مصر في أحيان أخرى، وإلى بلاد الشام خاصة في كل الظروف، غير أن جحافل الغزو الاستعماري سبقتهم - أو لحقت بهم - لاحتلال هذه البلاد. فبات المخرج عسيرا، وضاقت دنيا المسلميىن يما رحبت. ولم يبق أمام المحكومين إلا الاحتكام إلى حاكميهم وصدقت المقولة (فيك الخصام وأنت الخصم والحكم). ولكن، وحتى في ظروف (ليل الاستعمار الحالك السواد) لم يفقد الأمير خالد كل الأمل في