ليحول من مسيرة الأحداث، فبينما كان الأمير عبد القادر يلقي خطبة صلاة الجمعة كعادته في مسجد معسكر، وقع بصره على بعض شيوخ بني عامر، فتوجه إليهم على الفور بحديثه:(وأنتم يابنو عامر، ألستم أول من دعاني إلى المركز الذي أتولاه الآن؟ ألستم أول من رجاني أن أقيم حكومة منتظمة توحي إلى الأخيار بالثقة وإلى الأشرار بالخوف؟ ألم تتعهدوا بشرفكم بأن تضعوا حياتكم وأموالكم وكل ما هو عزيز ومقدس لديكم لدعمي ومساعدتي في مهمتي الشاقة؟ فهل ستكونون أول من يتخل عن القضية المشتركة، وأول من يؤيد ويشجع، بإعطاء المثل، المؤتمرات ضد نفس الحكومة التي أقمتموها؟ كيف يمكن لأية حكومة الاضطلاع بواجبها بدون ضرائب، وكيف يمكن أن تبقى بدون اتحاد وتأييد الجميع؟ هل تظنون أن أصغر قطعة نقدية في الضريبة التي أطلبها ستستخدم في مصارفي الشخصبة أو العائلية؟ إنكم جميعا تعلمون أن أملاك والدي تكفي لحاجاتي الشخصية. إن ما أطلبه هو ما فرضه قانون الرسول (ص) كمسلمين حقيقيين. وإنني أقسم بالله العظيم أن ما يدخل يدي سأحتفظ به كأمانة مقدسة من أجل انتصار الإسلام).
تأثر شيوخ بني عامر لهذا النداء الصادر من القلب والذي يخاطب العقل، فتنادوا إلى الاجتماع وجددوا بيعتهم وولاءهم، وتعهدوا بدفع الضرائب التي يطلبها الأمير. وأرسل الأمير عبد القادر على الفور رسولا إلى (مصطفى بن إسماعيل) يطلب إليه وقف مسيرته ضد بني عامر. ولكن ما أن مضت أيام ثلاثة حتى أقبل فارس يسابق الريح ليعلم الأمير بأن (مصطفى بن إسماعيل) قد بدأ هجومه على الرغم من الأمر الصادر إليه. وسرعان ما جمع (عبد القادر) قوة