للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الفرسان وسار بهم حتى إذا ما اقترب من قوات (ابن إسماعيل) أرسل إليه طلبا بالانسحاب. وحين رفض هذا تنفيذ الطلب، هاجمه بفرسانه، ولما كان عددهم قليلا، فقد تمكن (بن إسماعيل) من تمزيقهم حتى لم يبق مع الأمير إلا قلة من الرجال الذين أحاطوا به، وحاربوا معه حتى قتل معظمهم، ولم ينسحب الأمير إلا بعد أن خاض معركته اليائسة بما يشبه المعجزة. فقد اخترق برنسه عدد كبير من الرصاص، وأصيب حصانه بجراحات كثيرة. وأمكن له في النهاية اختراق قوات العدو المحيطة به، والمرور من بينها كالسهم ليعود وحده إلى (معسكر) في أعقاب الليل.

ما كادت أخبار هزيمة عبد القادر تنتشر، حتى استيقظت روح التمرد، فهذا (سيدي العريبي) يرفع لواء الثورة. وهذا الغماري وبنو نجاد يتبعونه ويستعدون للانضمام إلى حاكم تلمسان (سيدي حمادي) الذي كان على صلة (بمصطفى بن إسماعيل). ولم تزعج هذه الأخبار الأمير أو تضعف من إرادته وها هو يجمع (١٥) ألف فارس من بني هاشم القرابة وبني مجاهر وبني عباس وبني عامر، ويتولى قيادتهم للمعركة، وانسحب ابن إسماعيل بقبائل الدوائر والزمالة إلى مكان حملاتهم القديم قرب وهران، على أمل تلقي دعم الإفرنسيين. غير أن هؤلاء خذلوه. وتقابل الأمير مع ابن إسماعيل في سهول (محرز) يوم ١٣ تموز - يوليو - ١٨٣٤ ودارت رحى معركة طاحنة لم تصل إلى الحسم بقدر ما استنزفت قوات الطرفين ووجد الطرفان أن مصلحتهما تفرض عليهما (المصالحة) فتم الاتفاق على ذلك. ومضى عبد القادر, حتى أخضع كل خصومه. وتخلص من أخطر خصمين له هما (سيدي العريبي) الذي مات في السجن و (الغماري - رئيس بني أنجاد) الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>