للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حوكم وحكم عليه بالإعدام ونفذ الحكم. عاد الأمير إلى (معسكر) منتصرا. وأثناء ذلك استبدلت إدارة الجزائر الإفرنسية، فتم تعيين (ديرلون) حاكما عاما على الجزائر (١) خلفا للجنرال (دي ميشيل) وكتب الأمير إلى الحاكم الجديد مهنئا، ومعلما إياه بنصوص معاهدته، فأظهر (ديرلون) استغرابه من هذه المعاهدة التي يجهل عنها كل شيء. كما أعلم الأمير بأنه ليس من حق (دي ميشيل) توقيع معاهدة تتجاوز حدود الولاية التي يحكمها (وهي وهران) وتضمن رده أيضا ما يلي: (إن رأيي الخاص هو أن لا تجتاز الشلف الأسفل في اتجاه الشرق. فإذا حكمت الإقليم الذي هو الآن تحت يديك طبقا للقوانين الإسلامية، وبعدل صارم، فسنكون أصدقاء ولكننا لن نسمح لك بدخول إقليم تيطري. فما يجري في هذا الإقليم هو من شأني. وإني لست في حالة حرب مع سكانه. وليس لي حاضرا مشاريع لإقامة منشآت في البليدة أو بوفاريك. ولكن إذا رأيت ذلك في المستقبل من أجل مصلحة فرنسا، فإني لن أسمح لأحد باعتراض سبيلي).

كان ذلك يعني إلغاء المعاهدة، وكان لا بد للأمير من التعويض عن ذلك بعمل عسكري فانصرف للقضاء على أعمال التمرد التي قادها (أولاد سيدي العريبي) في (وادي شلف) وما أن فرغ منا، حتى


(١) ديرلون: (DROUET D'ERLON) ويعرف بجان بابتيست - JEAN BATISTE ماريشال فرنسا، ولد في ريمس (REIMS) عاش في الفترة (١٧٦٥ - ١٨٤٤) وظهرت عبقريته في معركة واترلو - وكان أول حاكم عام عين في الجزائر سنة ١٨٣٤، وقد تم ذلك بعد تبني وجهات نظر (اللجنة الإفريقية) التي قررت ضم الجزائر نهائيا إلى فرنسا. وكان الحكام الإفرنسيون قبل ذلك يحملون لقب (قائد الحملة الإفرنسية) أو قائد قوات الغزو.

<<  <  ج: ص:  >  >>