للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التحرك والتجمع إلا بعد وصول نجدات كبيرة من فرنسا. وقد صرح سكرتير الدولة الافرنسية للشؤون الحربية آنذاك (جاك شوفالييه) بما يلي: (إن منطقة الأوراس هي في حالة ثورة حقيقية. وعدد الثوار فيها بين أربعمائة وأربعمائة وخمسون رجلا، وهم يستخدمون الأسلحة الآلية - الأوتوماتيكية، والأجهزة اللاسلكية للارسال والالتقاط، وهم يحوبون أعالي البلاد).

وكان لا بد للقوات الاستعمارية، أن تقوم بعمل يرد لها بعض (الكبرياء المجروح) و (الهيبة المفقودة). ولو بواسطة الدعاية المزورة - الملفقة - التي لا بد منها لحفظ سمعة الجيش الإفرنسي. وقد تجمعت القوات الإفرنسية في (باتنة). وانطلق منها فيلقان يوم ٥ تشرين الثاني - نوفمبر - الى الأوراس، بزعم القيام بعملية تطهير، ولم تكن هذه العمليات في الواقع سوى استعراض لعضلات الاستعمار الإفرنسي، ومناورات قمع واضطهاد. وبعدها بيومين، انطلقت ثلاثة فيالق عسكرية في عملية إرهابية داخل البلاد - في اتجاه القبائل الكبرى وجبل (أشمول). وقد عادت هاتان الحملتان دون أن تصادفا أية قوة لجيش التحرير، ولكنها اعتقلت بضع مئات من - المشبوهين -.

لقد أدت عمليات فدائيي المقاومة السرية في شن الهجمات الصاعقة، سواء بطريقة الزي المزيف أو الانقاض المباغت، الى تحطيم أعصاب الجنود الافرنسيين، وعلى الخصوص الدوريات المتجولة، وحراس الثكنات والمستودعات الحربية، الذين يفقدون السيطرة على أعصابهم نهائيا مع اختفاء ضوء النهار. فحين يهجم الليل بسواده الداكن، يخضعون لمشاعر الفزع، ويتصورون كل شبح في الطريق

<<  <  ج: ص:  >  >>