بين الآغا وبينه (على البقاء كل من العرب والإفرنسين في مواقعهم، وامتناع الإفرنسيين عن الاتصال بالأهالي إلا عن طريقه). وأخذ في الاتصال بالعرب مباشرة، متجاوزا الآغا ومتجاهلا له. وتطور الصراع بين الرجلين، فأرسل القائد العام (دورو فيغو) حملة قوية (بقيادة الجنرال بروسارد) بمهمة مهاجمة القليعة، وتدمير قوى الثورة، وإلقاء القبض على (الآغا محيي الدين) وحمله إلى مدينة الجزائر تمهيدا لمحاكمته. غير أن (الآغا) عرف نوايا خصمه، فلجأ إلى قبيلة (بني مناد). وعندما لم يجد (بروسارد) الآغا، ذهب إلى أسرته واعتقل اثنين منها (وهما سيدي علال وسيدي محمد) ابنا عم الآغا، وكلاهما من المرابطين، وحملهما إلى الجزائر، وألقى بهما في السجن، لمدة زادت على السبعة أشهر. وعندما أرسل الآغا مساعده (حميدو) بمهمة نقل رسالة من قبله إلى القائد (الجنرال فوارول) قام هذا بتحويل الأمر إلى (الجنرال دورو فيغو) الذي كان يحقد على الآغا، فقام باعتقال (حميدو) وقرر محاكمته، ولم يحتمل (حميدو) الصدمة فمات في سجنه. وعلى الرغم من هذا الحادث، فقد استمر (الآغا) في محاولاته، فكرر الكتابة إلى القائد العام الإفرنسي للتأكيد على براءته مما هو منسوب إليه من اتهامات. وعندما يئس (الآغا محيي الدين) من الوصول إلى نتيجة إيجابية، كتب مباشرة إلى ملك فرنسا - لويس فيليب - وإلى وزير حربيته، موكدأ إخلاصه. ومنها الرسالة التي وجهها يوم ٢٤ حزيران - يونيو - ١٨٣٢ إلى الملك الإفرنسي يخاطبه فيها باسم العرب الذين تجمعوا حوله (بني مناد) ويطالبه بوضع حد لحكم (دوروفيغو) المتعسف، وإحلال العدل الذي وعدت به فرنسا الجزائريين. وكذلك رسالته إلى وزير الحربية بتاريخ ٢١ تشرين الأول - أكتوبر - ١٨٣٢م - والتي