أوساط المقاومة وأضعفتها، مما ساعد الإرادة الإفرنسية على تنفيذ مخططاتها الاستعمارية:
١ - خاضت قوات المقاومة معاركها بصورة متنافرة، ومتضادة في معظم الأحيان، وكان كل مركز من مراكز القوى هذه يعتقد في نفسه القدرة على مجابهة (جيش الغزو). وقد استطاعت بعض المعارك الظافرة من تعزيز هذا الشعور بالقوة الوهمية. وتجاهلت قيادات مراكز هذه القوى الإرادة الواحدة الموجهة للقوى الاستعمارية والتي يمكن لها باستمرار تأمين تفوق بالقوى وبوسائط القتال لإحراز نصر عسكري حاسم.
٢ - لم تفد مراكز القوى المقاومة من تجاربها القتالية السابقة، فقد أمكن لها تحقيق الانتصارات في معاركها باستمرار عن طريق استنزاف قدرة العدو قبل الانتقال للمعركة الحاسمة. في حين خاضت فرنسا معاركها في هذه المرة بطريقة الجزائر ذاتها، حيث عملت على استنزاف القدرة الجزائرية في معارك متتالية قبل الوصول إلى الحسم. وكانت موارد فرنسا تسمح لها بالتعويض عما تفقده في حروب الاستنزاف فى حين كانت وسائل المجاهدين محدودة في التعويض عن خسائرهم، وهذا ما يفسر انهيار قيادات المقاومة بعد خسارة كل معركة حاسمة.
٣ - خاضت الجزائر معاركها السياسية بمعزل عن معاركها العسكرية، ولقد تولى (حضر الجزائر) قيادة الصراع السياسي مع السلطات الاستعمارية بصورة إفرادية، وبصورة منعزلة تقريبا عن القيادات العسكرية في الأقاليم. ومن هنا كان الطابع العام للصراع السياسي فرديا. وقد أسهمت الإدارة الاستعمارية بتعزيز هذه الفردية