لإضعاف كل تكتل سياسي، فكان الجزائريون يقولون ما يريدون وتفعل الإدارة الاستعمارية ما تريد.
٤ - لقد رافق عزل الجزائر عسكريا ضرب نطاق مماثل من العزلة السياسية. فأمكن بذلك إضعاف المقاومة معنويا، الأمر الذي انعكس على القدرة القتالية للمجاهدين.
٥ - ساعد هذا المناخ على ظهور المغامرين والطامعين والانتهازيين الذين أسهموا في إضعاف قدرة الجزائر على الصمود والمقاومة. وشكلوا طابورا خامسا لمصلحة أعداء البلاد. وعلى الرغم من (صحوة كثير من هؤلاء) غير أن عودة الوعي جاءت متأخرة فانتهى الأمر بهم إلى نهايات مأساوية إذ أصبحوا منبوذين داخليا ومنبوذين من الإدارة الاستعمارية بعد أن استنزفت غايات وجودهم.
٦ - مارست الأقلية اليهودية دورا كبيرا في تثبيت دعائم الاستعمار الإفرنسي في الجزائر بفضل تحالفها معه، وعلى الرغم من أن (فكرة الصهيونية) لم تكن قد ظهرت بعد، إلا أن تجربة يهود الجزائر قد أفسحت المجال أمام (المخططات الاستعمارية) للإفادة من هذه التجربة وتطويرها خلال مرحلة المد الاستعماري عبر العالم العربي - الإسلامي.
٧ - لم تحاول المقاومة الجزائرية، ولو مجرد محاولة، مهادنة الاستعمار الصليبي، فقد عرفت بفضل خبراتها المتوارثة، وبفضل عقيدتها الإسلامية الصلبة، ما يراد لها عبر الهجمة الصليبيه الشرسة، فانسحب من وجه الاستعمار، وتقوقعت في عزلتها، محتفظة بأصالتها الثوروية، متمسكة بقواعد ثباتها وصمودها،