حريته دون أن تعمل على تصفيته. حتى إذا ما جاء عام ١٩٥٨، تقدمت إليه الادارة الاستعمارية الإفرنسية بطلب من أجل الانضمام إلى الحركة التي تبناها الجيش الافرنسي، بالدعوة إلى التعاون بين
الجزائريين والافرنسيين في البلاد (حركة ١٣ أيار - مايو - ١٩٥٨).
ولكن (بيلونس) رفض هذه الدعوة. فوقع صدام بينه وبين جماعة الانقلاب من رجال الجيش الافرنسي والمستوطنين وسقط (بيلونس) قتيلا في الثالث عشر من أيار - مايو - (يوم الانقلاب)، ثم زعم الافرنسون فيما بعد أنهم أعدموه.
ووقع حادث غريب آخر في الصراع الجزائري - الافرنسي، أظهر بوضوح مدى الانقسام الواقع بين الاستعماريين ومسلمي الجزائر، وأكد طبيعة الحرب التي أخذت أبعادها الدينية كرد فعل طبيعي ضد الظاهرة الصليبية التي اتسمت بها حرب الاستعمار منذ بدايتها.
كان جميع الحكام العامين الإفرنسيين في الجزائر، تواقين دائما، ومنذ نشوب الثورة، إلى إظهار وجود تأييد جزائري إسلامي إلى جانبهم، وضمن هذا الإطار عمل الحاكم العام (سوستيل) وهو من دعاة (سياسة التكامل) على تنظيم جماعات مسلحة من مسلمي القبائل (البربر) تحت ستار (الدفاع عن النفس) لتتصدى لمقاومة جيش التحرير (سنة ١٩٥٥) وكان بين الجزائريين الذين طلبت إليهم السلطات الإفرنسية الانضمام الى هذه الجماعات، عدد غير قليل من مجاهدي جيش التحرير، وقد انضموا الى المشروع الجديد بعد أن حصلوا على موافقة قائدهم. وقد ظهرت المشكلة الأولى للجبهة، عندما صدر الأمر لهذه الجماعات، بعد أن اجتازت مرحلة