كما أصبح تحت تصرف قيادة جيش التحرير أسلحة ومعدات ثقيلة (كالدبابات والمصفحات ومدافع الميدان والطائرات النفاثة) غير أن قلة أعداد هذه الأسلحة بالمقارنة مع ما كانت تمتلكه القوات الافرنسية، منع قيادة جيش التحرير من المغامرة بزج كل رصيدها في القتال. وعلاوة على ذلك، فقد كان مخطط عمليات جيش التحرير يفرض على القوات عدم التمركز في منطقة ثابتة تتحول الى بؤرة لالتقاء ثقل قوات العدو عندها، الأمر الذي يساعد العدو على الافادة من تفوقه في القوى والوسائط لسحق الثورة. وهكذا بقيت الأسلحة الثقيلة في مخابئها ومستودعاتها السرية، ولم تظهر الا في المرحلة الأخيرة من الثورة. ويظهر ذلك مقدرة قيادة جيش التحرير على التخطيط بعيد المدى، لا من أجل مجابهة متطلبات الصراع اليومية، وإنما من أجل تأمين القدرة الذاتية وتصعيدها حتى تتمكن من مجابهة كل احتمالات الصراع في المستقبل.
مهما كان عليه الموقف، فقد نقلت قيادة جيش التحرير مسرح عملياتها إلى الصحراء، وعلى الرغم من أن عمليات الصحراء لم تتجاوز حدود بعض الاشتباكات العنيفة، الا أن هذه العمليات كانت ذات أهمية كبرى من الناحية السياسية إذ أكدت تصميم جبهة التحرير على الاحتفاظ بحق الجزائر في صحرائها، وامتلاكها للمناطق التي تم اكتشاف آبار البترول فيها حديثا. وكانت الحكومة الافرنسية، لأسباب سياسية واقتصادية معا، قد عملت على إقامة خط مؤقت للأنابيب يصل ببترول الصحراء إلى السوق الإفرنسية (وقد قطع الخط المذكور سنة ١٩٥٨ - على الرغم من أن الكميات التي وصلت إلى فرنسا عن طريقه كانت محدودة للغاية).