للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حوالي مائة مجموعة مسلحة. وأضافت القيادة الاستعمارية في تصريحها: (بأن معدل قتلى الافرنسيين قد ارتفع إلى حوالي مائتي جندي في الأسبوع، هذا عدا عن الهجمات الشديدة التي يسقط فيها عادة كثير من الافرنسيين).

كان جيش التحرير في هذه الفترة قد حصل على أسلحة حديثة بكميات كبيرة. منها مدافع رشاشة مضادة للطائرات، ومدافع بازوكا مضادة للمدرعات ومدافع هاون. وقد أمكن الحصول على معظم هذه الأسلحة من المصانع الإفرنسية (*) ومن مخازن الجيش الافرنسي التي كان المجاهدون يستولون عليها في هجماتهم. هذا بالإضافة إلى ما كان المجاهدون يحصلون عليها عن طريق الغنائم، إذ كانت القوات الإفرنسية تترك في ميادين القتال كثيرا من وسائطها القتالية إلى جانب القتلى والأسرى. وتطورت أسلحة جيش التحرير حتى صارت كلها ذات فعالية، وأخذت أجزاؤها في التناسق والتكامل (التوحيد في العيارات والذخائر) بحيث لم يعد من الصعب على المجاهد استخدام أي قطعة منها.

في ٢٠ اكتوبر - تشرين الأول - شرع جيش التحرير مساء هذا اليوم في عمليات واسعة النطاق بمناسبة انتهاء السنة الثالثة لانفجار الثورة، وبدأت العمليات الكبرى في جميع أنحاء الجزائر.


(*) علمت السلطات الإفرنسية خلال سنة ١٩٥٦، أن بعض المصانع في فرنسا تقوم بصنع الأسلحة وتهريبها للثوار الجزائريين. وقد شكلت لجنة برلمانية للتحقيق في هذا الحادث، إلا أن هذه المصانع سارعت بدفع رشوة إلى أعضاء اللجنة، وشلت بذلك مهمتهم (الثورة الجزائرية - أحمد الخطيب ٢١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>