المجاهدين، مما أدى إلى إصابة عدد كبير من الجنود الافرنسيين بجراح خطيرة.
في ٢١ سبتمبر - أيلول - أعطت الخطة الأولى ثمارها، وأظهرت فائدتها، ودخلت الخطة الثانية في حيز التنفيذ، وسرعان ما بدأت تبشر بنتيجة ناجحة. فقد تمكنت القوات الجزائرية العاملة في الصحراء من إحراق حقول النفط، خاصة في الجهة الغربية من الصحراء. وحررت هذه القوات بلاد (الهقار)(*) وقد صرح مصدر مسؤول في جبهة التحرير الوطني هذا اليوم: (بأن الجزائريين استولوا على مناطق عديدة في (الهقار) ولم يبق للافرنسيين أي نفوذ هناك. وقد دمر الجزائريون كثيرا من آبار البترول الموجودة في الصحراء الغربية، ولم يعد للافرنسيين وجود إلا في بعض المراكز العسكرية).
في ٢٦ سبتمبر - أيلول - هاجم المجاهدون مدينة (قسنطينة) هجوما خاطفا استخدموا فيه الرشاشات.
في ٧ اكتوبر - تشرين الأول - هاجم المجاهدون للمرة الثانية في هذه المرحلة مدينة (بلعباس).
في ١٣ اكتوبر - تشرين الأول - صرحت القيادة الاستعمارية: بأن قوات الجزائريين تتجمع على الحدود الجنوبية، وأن قواتهم تبلغ
(*) الهقار: هي موطن (الطوارق - الملثمين) ويقع في أقصى الصحراء الجزائرية، يتكلم الطوارق اللغة البربرية ويدينون جميعا بالإسلام. أما نظامهم الاجتماعي فهو إقطاعي تحت إشراف الادارة العسكرية - الاستعمارية. وتسمى طبقة الأسياد فيهم (ايهقار) وكان معظم هؤلاء يتزلفون للسلطات الاستعمارية. أما طبقة الشعب فيطلق عليها اسم (ايمراد) وقد مارست هذه الطبقة التي يبلغ عدد أفرادها نصف مليون نسمة تقريبا، دورا كبيرا في تحرير المنطقة، والتعاون مع إخوانهم المجاهدين.