فأجابني:(إنك سوف لا تجد شيئا، لأن هذه المدينة لم تكن ذات يوم مسيحية. ولقد كانت إحدى أوائل المدن التي بناها العرب. وكان أجدادي السلاطين الذين كان مركزهم - تاقدامت - يحكمون من تونس حتى المغرب الأقصى) ثم سألني السلطان رأيي في بناء التحصينات. فأجبته بأنها تظهر لي جيدة في موقعها وفي هندستها. وكان من الواضح أنه استفاد في بناء تحصيناته من نظرة نقدية إلى تحصيناتنا الخشبية. ويبدو أنه قد سر كثيرا من جوابي. ثم استأنف حديثه معي قائلا بحيوية:. - (إنني ما زلت آمل أن أعيد إلى تاقدامت ماضيها المجيد. وإنني سوف أجمع القبائل فيها حيث سنكون في مأمن من هجمات الإفرنسيين. وعندما تكون كل قواتي قد اجتمعت فإنني سوف أنزل من هذه الصخرة الشماء، كما ينزل النسر من عشه، لكي أطهر مدن الجزائر وعنابة ووهران من المسيحيين. ولو أنكم راضون حقيقة بهذه المدن لتركتكم تعانون فيها، لأن البحر ليس من شأني، وليس لي سفن. ولكنكم تريدون أيضا الاستيلاء على سهولنا ومدننا الداخلية وجبالنا. بل إنكم طمعتم حتى في خيلنا وإبلنا وخيامنا ونسائنا. لقد تركتم بلادكم وأتيتم لتأخذوا الأرض التي وضع فيها محمد (ص) شعبه. ولكن سلطانكم ليس فارسا ولا مرابطا، وستتعثر خيولكم وتسقط عن جبالنا لأنها ليست ثابتة الأقدام كخيولنا، وسيموت جندكم مرضا، وحتى أولئك الذين سينجون من المرض سيسقطون برصاصنا).
أراد الأمير عبد القادر جعل (تاقدامت) قاعدة صلبة للدولة المحاربة، لا مجرد قلعة حربية فقط، فوضع في اعتباره ضرورة إقامة مراكز علمية فيها، وإنشاء مدرسة ثانوية، وإقامه مكتبة عامة شرع في