للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإضافة إلى أعمالها الخاصة جمع الضرائب للجبهة التي بلغت أحيانا (٣٠٠) ألف دولار في الشهر الواحد. ولم يكن تنظيم الجبهة في نطاقه الخارجي في العاصمة يضم أكثر من (٤٥٠٠) شخص في مدينة يسكنها نحو من أربعمائة ألف من الجزائريين وثلاثمائة ألف من الأوروبيين. ولم يكن الجهاز العسكري الفعال وجماعات قاذفي القنابل، تضم أكثر من مائتي شخص، بينما كان مجموع الجهاز العامل في مختلف الحقول والميادين لا يزيد على الألف والخمسمائة. ولعل من أبرز مظاهر الثورة، أن هذا العدد الضئيل تمكن من أن يستمر في إلقاء الرعب في العاصمة أكثر من سنة كاملة. وقد استخدمت جبهة التحرير في الهجمات التي شنتها في مدينة الجزائر كل طريق ممكن، وكان الاتحاد العمالي، التابع للجبهة، يتولى تأمين التأييد السياسي والدعم المالي. وقد بدأت المعركة في (٢٠ سبتمبر - أيلول - ١٩٥٦) بانفجار قنبلة في مشرب، وأخرى في مطعم في شارع (ميشيليه) مما أدى الى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة وأربعين بجراح. وفي هذه الأثناء سيطرت الجبهة على (حي القصبة)؛ وأقامت مصنعا صغيرا للقنابل اليدوية والقنابل الحارقة.

استمرت عمليات إلقاء القنابل في العاصمة عدة أشهر، وخلقت جوا من الرعب وعدم الاطمئنان فيها. وفزعت السلطابت الإفرنسية من الحالة المرعبة، فأوفدت (الجنرال جاك ماسو) على رأس قواته من فرقة المظليين العاشرة إلى المدينة في جانفي - كانون الثاني - ١٩٥٧. وأسفرت المعركة أخيرا عن سيطرة القوات الإفرنسية. فقد عثرت على مخابيء القنابل في العاصمة، واعتقلت المجاهدين، وبينهم عدد من القادة الاكفاء، (من أمثال محمد العربي بن مهيدي -

<<  <  ج: ص:  >  >>